كرته والحر

يذكر أن ركبا من الأولين خرج في سفر ما، وكان ذالك في الصيف 
وأغلب المؤمنة من (كَرْتَه) – الفستق - ولما حطوا الرحال ظهرا بخلاء من الأرض صنعوا الشاي وصبوا كرته وبدؤوا بتناولها ، إلا أن أحدهم أكل بشراهة وأكثر منها ... وهي معروفة بالخطورة في الحر حيث أنها دسمة، وتعتبر إحدى مصادر الزيوت الرئيسية ، ولما انتصف النهار واشتد حره لم تعد الرؤية واضحة لصاحبنا المكثر من كرته وجعل ينظر إلى (المقرج) – إبريق كبير- ويقول (هذا اجمل البارك هون لَيْكُمْ) - لمن هذا الجمل البارك – كما يلتفت إلى (ادركان)- المسطحات الخالية - فيتراءى له السراب وكأنه قيعان ماء لا منتهية، ويتساءل (هي اسحاب جات أينته) متى سقط المطر؟ ورغم شدة الصيف وشح الماء فإن ضغط كرته المتزايد أرغم صاحبنا على رمي الملابس بعيدا والقفز في فراغ من الأرض الصلبة وهو ينادي (يا الرّجّالَه عَوْمْ لِكْفَي إِرْفِدْكُم السّيْلْ) يا رِجال اسبحوا على ظهوركم قبل أن يحملكم السيل. أمسك القوم بالرجل وهو يجادلهم بضرورة التخلص من ملابسهم والسباحة قبل أن تغرق رواحلهم في الطوفان (ياخوتى أفسخو إلباسكم أعومو لا تخلاو أُيُوقْدو إرواحلكم)
يا رب أعطينا خير طوفان كرته....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


الحقوق محفوظة لمدونة الخواره ©2013-2017 | اتصل بنا | الخصوصية