في ضيافة آدلكان

آلدلكان هو اللبوبيا وهو نبتة مغذية ومعروفة على المستوى الوطني، إلا أنها خطيرة إذا أُكْثر منها وإذا لم تطبخ جيدا
ويقال بأن رجلا من أهل البادية لم يكن يعرف آدلكان فقدم إلى إحدى القرى ومعه حمار وبعض العدة لشراء وحمل زاد أهله من المدينة (امْخَطّر) ولكن الأسرة التي استضافته في القرية صنعت له غداء من آدلكان فاستطابه وأعجبه كثيرا، وصار يسألهم ما هذا الطعام ؟ وهل هو موجود في سوق المدينة؟ فأخبروه أنه متوافر، فعزم ألا يشتري
فى (خَطْرَتِه ) هذه غير آدلكان ، وفي الصباح الباكر غدي إلى السوق وحَمَّل حماره من آدلكان... ولم ينسي أن يأخذ مرجلا حتى يطبخ منه وهو في الطريق...وفي اليوم الأول لمغادرته القرية كان صاحبنا مستعجلا المقيل لكي يطبخ من حمولة حماره الطيبة...نزل صاحبنا وربط الحمار وفك رباط ( اتّريفاط) – جلد بقرة يحفظ فيه القدماء الأغذية – وملأ القدر وأشعل النار تحته ولأن آدلكان من المواد التي تتضاعف عند الطبخ (يُولِدْ) فقد خرج مع ( الفَيْظَةِ) - الغلية- الأولى من القدر، وجعل الرجل يأخذ ما خرج من القدر ويأكله –وهو طبعا غير مكتمل النضج – ومع مرور الوقت وشدة الحر بدأت مفاعيل آدلكان تتعامل في صاحبنا ، وما فتئ حتى غاب عن الوعي قبل ظهر ذالك اليوم تاركا مرجله على النار واترفاط في العراء، ثم إن مطرا أصاب الأرض التي هو بها ولعله كان سبب نجاته...
ابتل آدلكان نتيجة المطر، وجعل يتمدد داخل التيرفاط مما أدى إلى تَفَتُّقِهَا، وهو ما شكل فرصة للحمار الذي زحف إليها، ووجد وجبة لم يكن يحلم بها ، فأكل الحمار من اتريفاط وهي بحجمه تقريبا أو أكبرمنه حتى انتفخ وفارق الحياة في تلك الليلة الدرامية ، ورغم المطر والأحداث الأخرى ، بقي صاحبنا نائما تحت تخدير آدلكان وفي ضحوة اليوم الموالي صحي الرجل ليرى أمامه ساحة معركة حقيقة وكان المشهد كالتالي.
- آدلكان يخرج من القدر الذى كان ممتلئا منه رغم أن النار إنطفأت
- اترفاط متفتقة وآدلكان يخرج منها في كل الاتجاهات
- الحمار ميت وقد انفجر بطنه وآدلكان أيضا يخرج منه
- حبات آدلكان المنتفخة تملأ المكان 
- صاحبنا يبعد عن الشجرة أمتارا عدة إذ يبدو أنه تقلب كثيرا وهو يحاول التحرر من ضغط آدلكان الثقيل.
الكلمة الأولى ..(.يارب لا إِكَثّرْ خَيْرو ألا فَرّقْنَا ) ينفض( الحولى) – عمامته - وينهض وهو يقول يارب آن حامدك اعلى السلامة ... ثم ينطلق وهو لا يلوى على شئ تاركا ضحايا المعركة في مسرح الجريمة...وفي طريق العودة يري صاحبنا قبرا فيعلق قائلا ..(الله يرحمك وَسَاهَالَكْ مَكْصُور لِعْمِرْ) ثم يرى قبرا ثانيا فيقول يارب لا إطول عمرو ألا اخْلَى الدَنْيا...ويكون خبره الأول بعد أن عاد إلى أهله بدون حمار ولا متاع ( ألا سلكنى مولان من ذى المِخزى ... الدنيا أراه إخلات اعلى ذى اطريك لقبور ألا ذا لمواسيه بيها مكصور اعمر ينكال آدلكان )
وتمضي السنين وصاحبنا يعتبر أن كل قبر صادفه هو لضحية من ضحايا آدلكان...مكررا دعواته عليه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


الحقوق محفوظة لمدونة الخواره ©2013-2017 | اتصل بنا | الخصوصية