بقلم د. محمد المصطفي ولد البشير
بمناسبة الذكرى العطرة للرحمة المهداة سيد ولد آدم سيدي و مولاي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، إمام المرسلين و خاتم النبيئين و قائد الغر المحجلين
، عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، كان لازما علي أن أدلو بدلوي عبر هذه الأسطر القليلة حول إرهاصات الولادة النبوية العطرة التي نحن الآن في ذكراها ، هذه الولادة التي غيرت مجرى الكون ، فمعروفا عند إجماع المؤرخين أن آمنة بنت وهب الزهرية حين حملت بسيد الخلق صلى الله عليه و آله و سلم رأت في منامها نورا أنبعث منها و أشع على قصور بصرى في الشام ، و يقول ابن اسحاق أن إحدى سيدات قريش و هي والدة عثمان بن أبي العاص ، رأت نورا أضاء ببيت آمنة ليلا و هي تضع الوليد محمدا عليه الصلاة و السلام ، و معروف كذلك و مدقق في مراجع السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد مختونا مقطوع السرة ، و أنه عليه الصلاة و السلام وقع على الارض وأصابع يده الشريفة مقبوضة و هو يشير بالسبابة كالمسبح بها ، و في ليلة مولده صلى الله عليه و آله و سلم تزلزل إيوان كسرى و تساقطت منه شرفات ، و أضاف المؤرخون أن نيران عبدة النار بفارس خمدت بعد ألف عام لم تخمد خلالها.
ولد النبي صلى الله عليه و آله و سلم، بإجماع المصادر الاساسية عام الفيل ، و حسب المؤرخ المقدسي ، فإن قدوم الفيل كان في 17 محرم ، و إن مولده صلى الله عليه و آله و سلم كان في ثامن ربيع الاول ، و لكن أغلب المؤرخين أعتمدوا رواية إبن إسحاق الذي ذكر أن مولده عليه الصلاة وأزكى التسليم كان في ثاني عشر ربيع الأول ، يوم الاثنين بدليل قوله صلى الله عليه و آله وسلم: ( ذلك يوم ولدت فيه و فيه انزل علي القرآن) فهو محمد رسول الله ، سيد المرسلين ، وأول شافع و مشفع ، و قائد الغر المحجلين ، فاق صلى الله عليه و آله و سلم يوسف في جماله ، و موسى في شجاعته ، و نوحا في عزيمته ، و عيسى في سماحته ، و أتقى الخلق ، و أكرم ولد آدم على الله ، أشرف و أعز و أكرم و أجمل و أفضل و أطهر و أجود و أبر ، و أحسن ما خلق الله تعالى ، جعله الله نورا و رحمة و هداية للعالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق