أعتقد أنه من مصلحة كل الموريتانيون على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية وأقصد طبعا النخبة السياسية من معارضة وموالاة وتيكنوقراط أن يجنبوا البلاد مشاكلهم وحظوظهم وتجاذباتهم، فموريتانيا فوق الجميع، وبالتالي تسمو على كل اختلافاتهم السياسية والفئوية والجهوية وحتى الشخصية الضيقة.لذا أرى من الضرورة تجديد مأمورية السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز لرئاسيات يوم 21يونيو، لأن هذا التجديد بنظري مكسبا للجمهورية وللإصلاحات التي بدأت الدولة الموريتانية في إنجازها منذو 2009، و ليس ما أقوله من باب التزلف للنظام بقدر ما هو حقيقة يجب أن نعترف بها كموريتانيين بعيدا عن التجاذبات السياسية المقيتة، والتي وللأسف الشديد ضيعت حقوق العباد والبلاد، فالرجل بدأ في مشواره الرئاسي الأول بشعار القضاء على الفساد والمفسدين، وفعلا قد شاهدنا قرارات جريئة وذلك بحبس وتغريم من ثبتت بالبينة القاطعة ضلوعه في أكل المال العام حتى ولو كان أقرب المقربين من الرئيس، لذا تم القضاء على هذه المعضلة حتى تتمكن الدولة من ترشيد وحكامة المال العمومي، إذن لم يكن شعارا بل ممارسة، وكانت كذلك سياسة الرجل اتجاه أهم قطاعين مهمين بصلاحهما يصلح المجتمع والعكس صحيح، أقصد قطاعي الصحة والتعليم، فالكل يعلم أن مستشفياتنا أصبحت إلى حد ما أحسن من السابق بكثير بفضل التعليمات الصارمة من لدن الرئيس مرورا بالوزير المعني، فإذا ما قارنا بين الفترات السابقة ومأمورية السيد الرئيس المنتهية وخاصة سياسته في هذا القطاع سنلاحظ تحسنا في القطاع بشهادة كوادره المهنيين طبعا غير المسيسين، أما ما يتعلق بالتعليم وهو الجوهر الأساسي الذي بصلاحه تتغير العقليات البائدة من بداوة وتخلف وعدم قناعة بمفهوم الدولة الترابية الوطنية فقد بذلت الدولة الموريتانية خلال المأمورية المنتهية قرارات مهمة ترمي إلى إصلاح واقع التعليم المزري ومن ذلك القيام بخطوات منها إعادة صياغة مقررات التعليم العالي من منظور المناهج العلمية المقررة في كل تخصص علمي أو أدبي حتى تتلاءم مع السوق المحلية والدولية ليتخرج بذلك الطالب الموريتاني وهو على مستوى معين من التكوين على المستوى الفكري والعملي بدل أن يتخرج بمستوى معرفي ونظري ضيق كان السائد في السابق، وأما الجانب الأمني الأساسي وخصوصا أننا في منطقة هشة ومهددة بالتنظيمات التكفيرية هذا علاوة على ضعف الوسائل اللوجستية في منطقة صحراوية مترامية الأطراف، فقد أستطاع السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال مأمورية 2009 المنتهية أن يضع ما تملك الدولة من مقدرات في استتباب وأمن البلاد من الهزات التي تعرضت لها جارتنا مالي إبان الانقلاب على حكومة باماكو وإعلان الأزواديين الاستقلال عن الجمهورية المالية، فقد زود الجيش الوطني الموريتاني المتواجد على الحدود مع مالي بالوسائل اللوجستية المتطورة وبفضل الله ثم بسياسية البلاد الأمنية استطاعت البلاد ولله الحمد أن تحمي حدودها في ظرف إقليمي ودولي صعب خاصة بعد ما سمي بالربيع أو على الأصح الصيف العربي الحار.
بقلم: محمد المصطفى ولد البشير
إذن أختم من حيث بدأت وأقول بأن رجل المرحلة القادمة الذي يستطيع أن يكمل ما بدأت الدولة الموريتانية في إصلاحه من مشاريع اقتصادية وسياسية وأمنية ترفع من مستوى المعيشة والعقلية الذهنية لمجتمعنا الموريتاني الأبي هو السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، أما ما يتنافس معه في هذه الاستحقاقات فمع احترامي الشديد لوطنيتهم التي لا يمكن لأحد أن يزايدهم عليها إلا أنهم وللأسف الشديد لا يمثلون تطلعات المجتمع الموريتاني الذي عانى من أشباه الرجال ممن لا فعل لهم إلا الكلام المعسول والذي تنتهي صلاحيته بانتهاء دعاية صاحبه، ممن يدعي المصالحة الوطنية وهو في الحقيقة متطرف في طرحه ولا يريد للمجتمع الموريتاني أن يتوحد، ومنهم من يدعو إلى ترشيد المال العام وهو في الحقيقة قد جربه المجتمع على مستوى قطاعه الذي أداره بطريقة بعيدة جدا عن دعايته الانتخابية، وعن الشفافية، لذا من الضروري للموريتانيين أن يتصالحوا مع ذواتهم وينهضوا بدولتهم إلى الأمام وذلك حسب تصوري ووجهة نظري وقناعتي كذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بتجديد المأمورية للسيد محمد ولد عبد العزيز لأنه في الحقيقة مكسب للجمهورية، أما ما يروج من قبل قنوات تعتمد في شعارها على الرأي والرأي الآخر أو أشخاص يحسبون أنفسهم وطنيين فلا يعتد به في نظري، فالنظرة التشاؤمية للدولة الموريتانية ممثلة في نظام السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا اعتقد أنها تستجدي عواطف الناس الشرفاء خاصة والموريتانيون أصبحوا على مستوى كبير من التفكير والوعي بحقوقهم السياسية والمدنية، إذن لا يعقل أن تضللهم تقارير قنوات الفتنة والضلال التي لا تبث إلا مساوئ الغرض منها زعزعة امن الدول واستقرارها ونشر الضغينة بين أفراد شعبها باسم الديمقراطية وحرية التعبير، بعد أن فشلوا في تسويق الخريف العربي الحار الذي أتى على الأخضر واليابس في منطقتنا العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق